الدكتور أحمد عبدالعليم يكتب كلمة وداعية لمعالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي

“بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة في وداع أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي معالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام داود العبادي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

معالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام داود العبادي، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، وأمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي سابقا. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد.

إنني اليوم أتحدث كمودع لكم بعد تعيينكم وزيرا بالمملكة الأردنية الهاشمية وترككم العمل بالمجمع، وكنت أود أن أحظى بلقائكم حين تواجدكم الأخير بالمجمع بجدة الأسبوع الماضي، إلا أن الله تعالى شاء أن لا أكون موجودا بالمملكة في تلك الفترة، ففاتني شرف لقائكم وتوديعكم.

ولما كانت هذه المناسبة هامة في حياتي، رأيت أنه من الواجب أن أرسل لمعاليكم بهذه الرسالة كي أعبر فيها ببعض الكلمات التي تناسب المقام.

وما استطيع قوله فيها هو: إنه بالأمس القريب من العام 2008م أسعدنا كثيرا نبأ توليكم منصب أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والذي في حينه أكد الكثيرون من موظفي المجمع وغيرهم من المهتمين بشؤونه،أن معالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو. الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، – حفظه الله تعالى – باختياره لمعاليكم أمينا عاما للمجمع، قد أحسن الاختيار ووفق فيه. ولسابق معرفتهم ومعرفتنا بفضلكم وعلمكم، كنا وإياهم على ثقة من أنكم سوف تنهضون بمسؤوليات ومتطلبات المجمع، وأنكم سوف تحققون الأهداف وتثرون المسيرة، كما كان هناك يقين من الجميع بأن المجمع بقيادتكم له مقبل على مرحلة هامة من التطور والازدهار. ولم يمض من الوقت الكثير على توليكم أمانة المسؤولية، حتى بدأتم في الأخذ بأسباب تحقيق ذلك، وقطعتم في ذلك أشواطا هامة، كان من أبرزها:

أولا: إرسائكم أسس العمل العلمي والإداري بالمجمع، بغية إثراء المسيرة العلمية التي تناسب مكانته، وتحقق الأهداف التي من أجلها أنشئ، وترضي الطموحات والآمال. بما يعود بعظيم الفائدة على الأمة فرادى وجماعات.

وللوصول إلى ذلك، وضعتم الهياكل الإدارية اللازمة، وأعددتم الخطط العلمية. الفقهية والفكرية لندوات ومؤتمرات المجمع في مرحلته القادمة الكافية، والتي حاولتم جاهدين أن: تبرز الوجه المشرق لشريعة الإسلام الخالدة، وأن تحمي المسيرة وتصونها وتقويها وتدعمها، وأن تواكب النوازل والأحداث وتوجد لها الحلول المستمدة من شريعتنا الغراء، وأن تجابه التحديات العظام التي تواجه الأمة، وأن تسهم في حفظ تراثها و رصيد ها الفقهي، وتقضي على بؤر التطرف والإرهاب فتقتلع جذوره وتجفف منابعه، وتحل مكانها أفكار الوسطية الإسلامية وتنشرها بين العالمين تلك الهياكل والخطط التي حازت بفضل الله تعالى إعجاب وثناء مؤتمر وزراء خارجية دولنا الإسلامية، كما حظيت بإشادة المطالع والمهتم بأخبار المجمع. ومن تلك الخطط الواضحة الواثقة جاءت انطلاقتكم بتوسيع دائرة العمل العلمي للمجمع، فعملتم على زيادة آفاق التعاون العلمي بين المجمع وبين الكثير من المؤسسات العلمية في دول أمتنا الإسلامية، فحاولتم تفعيل الاتفاقيات والتفاهمات السابقة، وأبرمتم أخرى جديدة، وعملتم على إصدار مجلة للمجمع علمية محكمة، كي تسهم في نهضة أشد ما يكون علم الفقه والأصول بحاجة إليها، كما أن كثيرا من المختصين والمهتمين ينتظرها.

ثانيا: محاولاتكم الدائمة والمستمرة لتعريف القاصي والداني برسالة المجمع التي من أجلها وجد، و بأهدافه التي من أجلها أنشئ، وبأحواله، وتطلعاته، وما يمكن أن يقدمه للأمة، وما يلعبه من دور هام في حياتها الفقهية.

ولتحقيق تلك الغاية، أصدرتم النشرة الإخبارية التي تعرف الناس بأخبار المجمع، وألقيتم العديد من المحاضرات من خلال الندوات والمؤتمرات التي شاركتم فيها، مما جعل المجمع يرتفع في العالمين ذكره، ويعظم بين المختصين والمهتمين قدره.

معالي الوزير وما إن كادت معالم المسيرة تتضح وتتبدي، والثمار أن تنضج، حتى جاء قرار المملكة الأردنية الهاشمية بتنصيبكم في منصبكم السابق وزير لأوقافها وشؤونها ومقدساتها الإسلامية، لكي تسهم معاليكم في حركة رقيها وتطورها وتقدمها التي يقودها صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم -حفظه الله تعالى ورعاه-.

معالي الوزير ولست بالمبالغ إن قلت: إنه رغم قصر المدة التي قضيتموها بالعمل في المجمع والتي قضيناها معكم، إلا أننا نؤكد أن الفائدة التي عادت على المجمع بفضل جهودكم وتوجيهاتكم كانت كبيرة، والمنافع التي استفدناها علمية وإدارية من واسع علمكم وخبراتكم كانت عظيمة.

معالي الوزير. إن قرار تنصيبكم وزيرا وترككم للعمل في المجمع وإن كان قد أصاب عقولنا بالدهشة، وعملنا بالاضطراب، إلا أنه لما كان يسعدكم أسعدنا.

فنبارك للحكومة الأردنية أن ربحت وزيرا، عالما كبيرا، وإداريا حازما، وإننا على ثقة من أنكم ستنهضون بواجبات منصبكم وستضيفون له الكثير والكثير، كما إننا على يقين من إنه رغم ترككم للمجمع مرتبطون به بقلبكم، وإنه في مقدمة اهتماماتكم، وإنكم سوف تقدمون له ما يمكنكم.

هذا ولا يسعني وزملائي في المجمع إلا أن نتوجه إلى الله بالدعاء لكم بأن يزيدكم رفعة، وأن يجزيكم عما قدمتموه للمجمع خيرا، وأن يمدكم بالعون والتوفيق للقيام بالتزامات منصبكم الجديد، كما ندعوه سبحانه أن يوفق معالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو. الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لاختيار من يملأ الفراغ، ويكمل المسيرة، ويحقق الأهداف، ويقوم بواجبات المجمع خير قيام، وأن يكون خير خلف لخير سلف، آمين.

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.”

 

د / أحمد عبد العليم عبد اللطيف

مدير إدارة الدراسات والبحوث بالمجمع بالإنابة

 

مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى