بيان تعزية مجمع الفقه الإسلامي الدولي في الحجاج الذين انتقلوا لجوار ربهم في حادثة التدافع بمشعر منى

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه, وبعد:

لقد تلقت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي بحزن بالغ نبأ المصاب الجلل بوفاة بعض الحجاج في التدافع الذى شهده شارع 204 في مشعر منى، وهم في طريقهم لرمي جمرة العقبة صباح يوم الخميس، 10 ذو الحجة ١٤٣٦هـ الموافق ٢٤ سبتمبر ٢٠١٥م؛ سائلين المولى أن يتغمدهم بواسع رحماته, وأن يكتبهم من الشهداء ويبعثهم يوم القيامة ملبين في الآمنين المطمئنين.

وتتقدم أمانة المجمع بصادق العزاء وعميق المواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ولولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، في هذا المصاب الاليم.

كما تتقدم بخالص العزاء لذوي المتوفين سائلة المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان, وأن يمن بالشفاء العاجل على المصابين في هذا التدافع.

وتعبر أمانة المجمع عن تقديرها للجهود الكبرى والعظيمة وغير المسبوقة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين, والتوسيعات العظمية التي تتم فيهما, وفي البنية التحتية والأساسية من شق للطرقات والأنفاق, وإقامة الجسور, وتوفير دائم للمياه والكهرباء, والرعاية الصحية, والأمنية, في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة, والمشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات بسخاء مشهود, كل ذلك لتيسير رحلة الحج والعمرة لأقصى حد ممكن، وخدمة لكل حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار، وتوفير الخدمات المعيشية والصحية المتعددة لهم حتى غدت “عرفات” مدينة اليوم الواحد، و”منى” مدينة الخمسة أيام.

ويشيد المجمع بالجهود الكبرى المشهودة, والتضحية المبذولة من كل العاملين في خدمة موسم الحج سنويا برعاية خادم الحرمين الشريفين ومباشرة من جملة الأجهزة الأمنية المتعدّدة والتي تحرص على سلامة الحجيج وطمأنينتهم ليؤدوا مناسكهم في راحة وأمان، وسلام.

وتؤكد أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي ثقتها الكاملة بقيام المملكة العربية السعودية بواجباتها ومسؤولياتها في خدمة الحرمين الشريفين أتم ما يكون بكل حنكة واقتدار في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزائرين, وكما تعودت منها الأمة الإسلامية في كل عام، ومع كل موسم حج المزيد والجديد والمتطور من الخدمات والرعاية التي تيسر أداء نسك الحج والعمرة مستفيدة من تقويمها العلمي والموضوعي المستمر لجهودها عقب انتهاء كل موسم مباشرة.

وينبه مجمع الفقه الإسلامي الدولي تعظيما لشعائر الله إلى ضرورة حرص الجميع الدائم أفراداً ومجتمعات وحكومات على وحدة نسيج الأمة، وإخوة أبنائها الإيمانية, وخاصة في الحرمين الشرفين والمشاعر المقدسة, وعند أداء شعائر الحج والعمرة، وهما من العبادات الجامعة التي تصهرنا جميعا في بوتقة الإخاء الإيماني, متوشحين في تلك الأجواء التعبدية الطاهرة بعبق الصفاء الروحي, والقيم الإيمانية الرفيعة, وهذا يقتضي منا جميعا نبذ التخالف والشحناء والتخلي عن البغضاء, والاحتكام في حالة الاختلاف الى قيم الإسلام الرفيعة والعدالة, والموضوعية, وتجنب البهتان والعدوان وترك نوازع الفرقة والشحناء.

ويناشد مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدول والمؤسسات ضرورة قيام الأجهزة المتخصصة فيها بتثقيف الحجاج بالأحكام الشرعية مما يسهم في تأديتهم المناسك على بصيرة تعتمد “التيسير والسعة”, وإحاطتهم بالأنظمة والإرشادات التي وضعتها الجهات المعنية في المملكة بهدف تيسير أداء المناسك بسهولة ويسر، وتعزيز الانتماء الإيماني، وقيم الإخوة الإسلامية.

يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:

(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)

 

أ. د. عبدالسلام العبادي

أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى